إعلامية وشاعرة سورية، مقيمة في ألمانيا، نشأت في أسرة مثقفة، تأثرت كثيرا بخالتها الأديبة والصحفية اللامعة على الساحة الأدبية الليبية "نادرة العويتي" كما تأثرت بخالتها الأخرى الشاعرة الراحلة " صبرية العويتي"، وكانت نصائح والدتها المثقفة لها بمثابة باب جميل ولجت منه إلى عالم الإبداع، بعد دراستها الجامعية وتفرغها للعمل كمساعدة مخرج مع الفنان الكبير دريد لحام، دخلت الساحة الأدبية بثقة اكبر وبدأت برسم خط خاص بها، وهي الآن تعد من الأصوات الشعرية المجيلة، وقبل هذا وذاك هي إنسانة مسكونة بالقيم والعطاء والمحبة، وعلى الرغم من أنها تعيش بعيدا عن اللقاءات الأدبية المفعمة بالادعاءات والصخب، إلا أن لها حضور متميز، وأبدعت لنا قصائد كثيرة ولكنها مقلة في طباعة المجموعات الشعرية ولها مجموعة شعرية بعنوان (كلام في الممنوع)
أثناء زيارتها إلى سوريا لقضاء عطلة الصيف كان لنا معها هذا الحوار:
الشاعرة والإعلامية فتنة قهوجي، كيف دخلت الى عالم الصحافة والإبداع، والى كتابة الشعر بشكل خاص، وهل من شيء عن السيرة الذاتية؟
دخلت عالم الصحافة من خلال كتابة المقالات والمشاركة في الصحف الورقية والالكترونية وخاصة وأنا شاركت في مواضيع حساسة أما عن الإبداع فأتمنى كون دخلت عالم الإبداع فعلا وأشكرك لوكنت ترى في ما اكتب إبداع، مع الإعلام كان لي وقفة قصيرة نوعا ما رغم أن هذا ما كنت اعمل لأجله في سوريا لكن حالت بعض الظروف بيني وبينه ومنعتني عن الاستمرار فيه تحديدا الغربة والإقامة بعيدا عن سوريا ومسؤولياتي العائلية وجعلت مني إعلامية كسولة وأبعدتني شيئا فشيئا عن ساحة الإعلام السورية لان الكتابة وملاحقة الحدث حتى كمراسلة بحاجة لبعض التفرغ على الأقل وهذا صعب بسبب هذه المسؤوليات واستفقاد المساعدة القريبة في الغربة ولكن كما العاشق الذي لا يمل من لقاء حبيبته أرى القلم يدعوني للكتابة بين الحين والآخر لذا اخترت خوض مجال جديد في دنيا الأدب إلا وهوكتابة الرواية وحاليا أنا متفرغة بعض الشيء لكتابة رواية طويلة أتمنى أن تنال يوما الإعجاب.. كما راودتني ومنذ دخولي رابطة الصحفيين في ألمانيا فكرة شغل مساحة ولوصغيرة في إحدى المحطات الإذاعية الألمانية المعروفة للبث باللغة العربية للمغتربين ولكن هذا الأمر بحاجة لدراسة وصبر وعمل لصعوبة الموافقة على هكذا طلب وخاصة وانه طلب _ أيضا قدمته سابقا _ تخصيص عمود للنشر باللغة العربية في إحدى الصحف الألمانية ليحاكي المغترب العربي مازال قيد الدراسة. أما عالم الشعر أوالقصيدة النثرية أوالخواطر أيضا اسمح لي أشكرك لأنك دعوتني بالشاعرة لأني أجد لقب الشاعرة كبير جدا _ والشعر في حياتي الأدبية كان مجرد محطة وقفت بها بسبب رغبة اجتاحتني ودفعتني للتعبير بطريقتي الخاصة بعد أن شجعني البعض المقرب مني ووجدت في نفسي الإمكانيات والمؤهلات والتي تجلت بديوان شعري وبعض النصوص المنشورة.
الكتابة في الصحافة هل تؤثر عليك سلبا أو إيجابا كشاعرة وأين تجدين نفسك أكثر، وما هي الصفة التي تنطبق عليك، الشاعرة أو الإعلامية.. أين أنت في نهاية المطاف؟
لقد أثرت الصحافة عليّ تأثيرا ايجابيا فقد اوحت لي بعض المقالات التي شاركت بها بفكرة النص او القصيدة النثرية ومثال على ذلك نص سائحة أجنبية استوحيت فكرته عن مقالة نشرتها سابقا في صحيفة البعث وفي الحقيقة أجد نفسي ويتملكني الشوق دائما لممارسة كلا المجالين ولكن استفقد للوقت الكافي للتفرغ للكتابة وفي نهاية المطاف أتمنى أن أبقى في الساحة الأدبية ولوبشكل غير متواصل يعني التواجد ولوبين حين وآخر.
الشعر العربي المعاصر هل له دور او وظيفة في الحياة كما كان في الماضي طبعا لأن الشعر قديما وحديثا هومرآة الواقع على جميع الأصعدة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا والشعر العربي المعاصر لا يخرج عن هذا الإطار.
العلاقة بين الجمهور العربي والشعر أصابها الفتور والملل بسبب ارتداء الشعر ثوب الحداثة وتخليه عن أصالته، هل توافقين على ذلك؟
كلا، لا اعتقد أن العلاقة بين الجمهور العربي والشعر أصابها فتور بسبب ارتداء الشعر ثوب الحداثة وتخليه عن الأصالة كما يقال بل انشغال الناس بشكل عام بالوضع الاقتصادي المتردي ابعد المواطن العربي عن الأدب والقراءة عموما.. وأراه من وجهة نظري اتهام باطل بحق الشعر المرتدي لثوب الحداثة
ما هي غاية الحداثة الشعرية؟
الوصول التسرع إلى إحساس القارئ والبساطة فالجيل الجديد اقرب الى البساطة والسهولة وهذا أمر طبيعي في عصرنا الحالي عصر السرعة
أي نوع من انواع الشعر تعتبرينه الشكل الأرقى لكتابة القصيدة؟
بما أنه سؤال شخصي الأمر لا أقيمه بالرقي لكني أهوى الشعر الحديث رغم كل النقد الموجه إليه.
من يكتب القصيدة، هل هي التي تكتب ذاتها بذاتها، أم موهبة الشاعر وقدرته البارعة على التأليف، ام ماذا؟
القصيدة هي مزيج مما ذكرت لان القصيدة لا تكتب ذاتها بلا موهبة الشاعر وقدرته اللغوية وشفافية خياله وإحساسه بالظرف الذي وقع تحت تأثيره وإلا كان كل إنسان قادر على حبك قصيدة وقادر على كتابة الشعر.
كيف تنظرين إلى حركة الحداثة الشعرية في سوريا بشكل خاص، وفي البلاد العربية بشكل عام؟
أنظر إليها من منظار المعجبة بكل ما يكتب تقريبا ومن منظار الفخر بأقلام نسائية جريئة وإن كانت قليلة لكنها استطاعت إثبات نفسها على الساحة الأدبية.
هل تدرجين النقد ضمن حساباتك حين تكتبين، وما موقفك من النقد سورياً وعربياً؟
طبعا أتوقع النقد وأرحب به سواء كان سلبي أوايجابي شرط ان يكون بناء لكن اعتقد أننا نفتقد للنقد البناء في وطننا بسبب تمازج خلفية الناقد الفكرية والثقافية وتعصبه في بعض الأحيان مع رأيه فيفتقد الصواب.
كيف تصفين الشعر العربي بعد رحيل محمود درويش؟
بالتأكيد لرحيل الشاعر محمود درويش أثر كبير على القصيدة الشعرية العربية الوطنية وخاصة أننا الآن أحوج للكلمة الحماسية التي تدفعنا نحوالنضال في زمن الخيانة والاستسلام.
إذا نظرنا إلى واقع الشعر المعاصر، نلاحظ سيطرة نمطي التفعيلة والنثر على حساب النمط العمودي، لماذا برأيك؟
ربما لأنه الأسهل والأقرب إلى الإحساس دائما الجمل البسيطة وحتى المركبة بشكل بسيط اقرب إلى القلب.
لماذا الكثير من النقاد لا يقفون عند قصيدة النثر، بل لا يعترفون بها؟
هذا برأيي مبالغة وتعصب من قبل النقاد لرأيهم الخاص وعدم الاعتراف بها حكم جائر بحق الشاعر والقصيدة.. والتقليل من قيمة القصيدة النثرية من قبل بعض النقاد لا يعني أبدا أنهم على حق وانه فعلا قصيدة النثر قيمتها اقل لأنها برأيهم أسهل.. ومن جهتي أمارس قناعاتي فمن تكرم وانتقدها أهلا وسهلا ومن لم ير فيها ما يستحق النقد فهذا رأيه وقناعاته ويبقى المطلوب دائما تبادل احترام القناعات وعدم التقليل من قيمة قناعات طرف للطرف الآخر.
أدب المرأة، أدب الرجل.. دائما نسمع مثل هذه المقولة، ما الفرق بين أدب المرأة وأدب الرجل؟
في الحقيقة ومن المفروض لا يوجد في الأدب ما هوخاص بالرجل أوبالمرأة ولكن وبما انه هناك أدب يدافع عن قضايا متعددة ومنها قصية المرأة مثلا وتحررها نجده أكثر تواجد في الأقلام النسائية وعندما اقرأ قصيدة وتعجبني كلماتها من المفروض إلا التفت لجنس الشاعر امرأة أم رجل إنما إلى الكلمة ومدى تأثيرها علي.. ولكن في مجتمعنا العربي ولكثرة محاربة الأقلام النسائية الجريئة وتحيز المجتمع الذكوري من النقاد في كثير من الأحيان إلى الأقلام الذكورية جعل هذا التصنيف أمر وارد.
لكل مبدع قدوة ما أثرت فيه بشكل أوبآخر.. من قدوة فتنة قهوجي في مسيرتها الإبداعية؟
جرأة نزار قباني الشعرية كان لها أكبر الأثر.